هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تتمة باقي المذاهب الاربعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
النفجان
عضو شرف ومدير سابق للمنتدى
عضو شرف ومدير سابق للمنتدى
النفجان


المشاركات : 178
تاريخ التسجيل : 29/08/2009
الموقع : دار السلاام طبعاً

تتمة باقي المذاهب الاربعة  Empty
مُساهمةموضوع: تتمة باقي المذاهب الاربعة    تتمة باقي المذاهب الاربعة  Emptyالسبت يوليو 03, 2010 4:54 pm

****المذهب الشافعى****
مؤسس هذا المذهب و إمامه: أبوعبدالله محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطلبي. و لد هذا الإمام في (غزة) سنة (150 هـ)، و هو العام الذي مات فيه أبوحنيفة –رحمه الله-، توفي والد الشافعي و هو صغير، فحملته أمه إلى مكة حيث نشأ فيها، و قد حفظ القرآن في صباه، ثم خرج إلى هذيل بالبادية فحفظ كثيرا من شعر الهذليين، و عاد إلى مكة فلزم مسلم بن خالد الزنجي، و هو شيخ الحرم و مفتيه، فأخذ عنه الفقه حتى أذن له بالإفتاء، ثم رحل إلى المدينة، و تتلمذ للإمام مالك –رحمه الله-، و قد اضر للعمل، نظرا لفقره، فتولى عملا باليمن، بيد أنه اتهم و هو باليمن مع غيره بالتآمر ضد الدولة العباسية، و حمل إلى بغداد، و كاد يقتل لولا شهادة محمد بن الحسن له، و موقف حاجب الرشيد الفضل بن الربيع الذي دافع عنه، فأطلق الرشيد سراحه، و أمر بوصله. و كانت هذه المحنة مصدر خير للشافعي؛ إذ توثقت صلته بعدها بالإمام محمد بن الحسن، وأخذ عنه فقه العراق و جرت له مع هذا الإمام مناقشات و مناظرات، ثم عاد الشافعي إلى مكة و لكنه ما لبث أن قدم العراق سنة(195 هـ)، و أخذ يملي كتبه التي كتبها في مذهبه القديم، ومن اهمها كتاب (الحجة) و (الرسالة).
و في سنة (199 هـ) سافر إل مصر، و فيها ظهرت مواهب الشافعي و مقدرته الكلامية، فأملى على تلاميذه المصريين كتبه في مذهبه الجديد الذي كتبه أو رواه تلاميذه في مصر عنه.
و لم يزل الشافعي بمصر بعد سفره إليها حتى توفي بها سنة (204 هـ).


أصول المذهب الشافعي
يختلف الشافعي عن أئمة المذاهب في أن كتب كتبه بنفسه و أملاها على تلاميذه، و كان إملائه في بعض الأحيان من ذاكرته، و كما يختلف عنهم أيضا في أنه نشر مذهبه بما قام به من الرحلات، و لم يعرف هذا لغيره من الأئمة، فتلاميذهم هم الذين دونوا آرائهم، ونشروا مذاهبهم.
وأصول المذهب الشافعي مدونة في (الرسالة، و الأم)، واختلاف الحديث، ففي الأم يقول: و العلم طبقات شتى: الأولى: الكتاب و السنة إذا ثبتت السنة، ثم الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة، و الثالثة: أن يقول بعض أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- و لا نعلم له مخالفا منه، و الرابعة: اختلاف أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- في ذلك، و الخامسة: القياس على بعض الطبقات، و لا يصار إلى شيء غير الكتاب و السنة و هما موجودان، و إنما يؤخذ العلم من أعلى".
فأصول الأحكام لدى الشافعي من هذا النص خمسة، مرتبة على خمس مراتب كل مرتبة مقدمة على ما بعدها:
المرتبة الأولى: الكتاب و السنة إذا ثبتت، فالسنة مع الكتاب في مرتبة واحدة فهي في كثير من الأحوال مبينة لهن مفصلة لمجمله.
و المرتبة الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب و لا سنة، و المراد بالإجماع إجماع الفقهاء.
و أما المرتبة الثالثة: فقول بعض أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- رأيا من غير أن يعرف أن أحدا خالفه.
و المرتبة الرابعة: اختلاف أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المسألة، فيؤخذ من قول بعضهم ما هو أقرب إلى الكتاب و السنة.
و المرتبة الخامسة: القياس على أمر عرف حكمه بواحد من المراتب الأربعة السابقة. و قد دافع الشافعي في (رسالته) و في اختلاف الحديث دفاعا مجيدا عن العمل بخبر الواحد الصحيح، كما تحدث في الرسالة عن القياس حديثا لم يسبق به، و كان موقفه منه موقفا وسطا لم يتشدد فيه تشدد مالك، و لم يتوسع فيه توسع أبي حنيفة.
و قد أنكر الشافعي (الاستحسان)، و هاجم القائلين به هجوما عنيفا، و هو يعني بالاستحسان مجرد الرأي من غير أن يكون مستندا إلى أصل شرعي.
و الحقيقة أن ما أنكره الشافعي ليس هو الاستحسان الي توسع فيه الأحناف و أخذ به المالكية، و إنما يرجع إلى الأخذ بأقوى الدليلين أو ترجيح بعض الأدلة على بعض، و هو بهذا المعنى يدخل في الأدلة التي يأخذ بها الشافعي.
كذلك أنكر الشافعي الاحتجاج بعمل أهل المدينة، ورد المصالح المرسلة، واستغنى عنها بما سماه (المناسبة)، أي أن يكون هناك مشابهة بين ما يسمى بالمصلحة المرسلة) و المصلحة المعتبرة) بإجماع أو نص، و من ثم تكون لديه وجها من وجوه القياس فلا تكون أصلا قائما بذاته.
و لا يحتج الشافعي بأقوال الصحابة، لأنها تحتمل أن تكون عن اجتهاد يقبل الخطأ. و الشافعي بمنهجه الأصولي كان وسطا بين الحنفية و المالكية، فهو يتسع في الاستدلال بالحديث أكثر ما فعل أبوحنيفة و مالك، كما أنه حد من الرأي و القياس و ضيق دائرة الأخذ بها، و من ثم عدل بعض أهل الرأي عن مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، كذلك كان أهل الحديث أميل إلى هذا الإمام، و لا غرو إن كان من أنصاره الإمام أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه و غيرهما من كبار المحدثين.
و بهذا المنهج الأصولي قرب الشافعي بين مدرستي (الرأي) و (الحديث) أكثر مما فعل سواه من الفقهاء، و هو إلى هذا أفحم الذين هاجموا السنة وفند مزاعمهم ورد كيدهم إلى نحورهم، فضلا عن سيقه في تدوين الأصول، و لذا يعد هذا الإمام (مجمد القرن الثالث).

تلاميذ الشافعي
للشافعي تلاميذ كثر منهم العراقي و الحجازي و المصري، نكتفي هنا بذكر أشهرهم و هم:

البويطي : و هو يعقوب يوسف بن يحي البويطي، نسبة إلى (بويط) قرية في صعيد مصر، و هو من أكبر تلاميذ الشافعي، و هو خليفته في حلقته من بعده، و كان الشافعي يعتمد عليه في الفتيا.
و كان من العباد القوامين الصوامين، و قد سجن في بغداد في محنة القول بخلق القرآن، و كان هو في السجن إذا كان يوم الجمعة من كل أسبوع غسل ثيابه واغتسل و تطيب فإذا سمع النداء إلى صلاة الجمعة مشى إلى باب السجن، فيقول له السجان: إلى أين؟، فيقول: أجيب داعي الله، فيقول له: ارجع رحمك الله، فيقول البويطي: اللهم إني أجبت داعيك فمنعوني. و قد مات في سجنه سنة (264 هـ).

المزني : هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي، ولد سنة (175 هـ)، و هو مصري طلب العلم منذ صغره، و لما جاء الشافعي إلى مصر اتصل به و تفقه عليه، حتى قال الشافعي فيه: (المزني ناصر مذهبي).و هو يعد فقيها مجتهدا مطلقا، لما عرف له من اختيارات خالف فيها إمامه، و قد ألف كتبا كثيرة من أهمها: المختصر الصغير) الذي نشر به المذهب، و الذي كان يقرأ أو يعول عليه في الشرح و الفتوى، و كتاب الجامع الكبير، و الجامع الصغير، و المنثور، و المسائل المعتبرة، توفي سنة (264 هـ).

الربيع المرادي : هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار، ولد بالجيزة بمصر سنة (174 هـ)، صاحب الشافعي و راوي كتبه، كان ثقة ثبتا، روى عنه أبو داود و النسائي وابن ماجه و الترمذي و الطحاوي.
و الربيع المرادي هو الذي روى كتب الإمام و عن طريقه وصلتنا (الرسالة) و (الم) و غيرهما، فالدارسون و الباحثون في المذهب الشافي مدينون للربيع الذي طالت صحبته للشافعي و أحبه الشافعي حتى قال له: لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك، توفي سنة (270 هـ).

حرملة : هو أبو حفص حرملة بن عبدالله التجيبي المصري، ولد سنة (166 هـ) و روى عن الشافعي، و أكثر ما رواه عن ابن وهب، روى عنه مسلم و ابن ماجه و أثنى عليه ابن معين و غيره.
من تصانيفه : المبسوط و المختصر، توفي سنة (243 هـ).

الكرابيسي : هو أبو علي الحسين بن علي بن زيد الفقيه البغدادي، تفقه أولا على مذهب أهل الرأي، و لما قدم الشافعي بغداد سمع منه و تفقه عليه فانتقل إلى مذهبه.
قال الزعفراني: و كان الكرابيسي من متكلمي أهل السنة، أستاذا في علم الكلام كما هو أستاذ في الحديث و الفقه، و كان أحفظ أصحاب الشافعي لمذهبه، توفي سنة (245 أو 248 هـ).

مواطن انتشار المذهب الشافعي
سبق أن ذكرنا أن الشافعي نشر مذهبه بنفسه‘ فهو برحلاته و تنقلاته بين الحجاز و العراق و مصر، نشر آرائه و فقهه في هذه الأقطار، و قام تلاميذه، من بعده بنشر مذهبه في بلاد أخرى، و تعرض هذا المذهب عبر التاريخ كما تعرض غيره من المذاهب للمد و الجزر في العالم الإسلامي، و هو الآن يسود في مصر، و أندنوسيا و ماليزيا، و جنوب شرق آسيا برجه عام، كما أن له في اليمن وجودا يكاد يضارع وجود المذهب الزيدي، و له وجود أيضا في العراق و الشام، و بعض أقطار الجزيرة العربية كعمان، و لكن ليس لو وجود يذكر في المغرب العربي.

كتب المذهب الشافعي
الإمام الشافعي هو الإمام البذي دون آراءه و فقهه بنفسه، و لم يفعل هذا إمام سواه من أئمة المذاهب، و من ثم كانت كتب الشافعي هي المصدر الأول للمذهب، و على رأس هذه الكتب:

"كتاب الأم":
و هذا الكتاب موسوعة فقهية اشتملت على كل أبواب الفقه المعروفة من عبادات و معاملات، بالإضافة إلى عدة كتب ناقش فيها الشافعي بعض فقهاء العراق و غيرهم في قضايا أصولية و فقهية.
و لهذه الموسوعة خصائص منهجية و أسلوبية تنفرد بها، فهي تتميز بجزالة اللفظ و الجواب، و الجمع بين الفروع و الأصول، و لهذا يمثل كتاب (الأم) فقه الشافعي أصدق تمثيل، و يعبر عن عمق البحث الفقهي و شموله لدى هذا الإمام أوفى تعبير.
و بعد الشافعي كتب تلاميذه، و فقهاء المذهب على مدة عدة قرون مؤلفات كثيرة منها:
مختصر المزني : لأبي إبراهيم إسماعيل بن يحي المزني (ت: 264 هـ) و المزني كما أشرنا من قبل اتصل بالشافعي و تفقه عليه، و قال فيه إمامه (بأنه ناصر مذهبي)، و كان مجتهدا مطلقا، و هو أول من صنف في مذهب الشافعي، و يعد كتابه المختصر من أهم مصنفاته، و قد قال في مقدمته ... قال أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي المزني –رحمه الله- : اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، و من معنى قوله، لأقربه على من أراده مع إعلاميه نهيه عن تقليده و تقليد غيره، لينظر فيه لدينه و يحتاط فيه لنفسه و بالله التوفيق.
المهذب : لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (ت: 476 هـ) و قد ذكر فيه أصول مذهب الشافعي بأدلتها، و ما تفرع على أصوله في المسائل المشكلة بعللها.
و قد شرح (المهذب) الإمام النووي في كتابه (المجموع)، و هو موسوعة في الفقه المقارن، و سترد الإشارة إليه في الحديث عن كتب هذا الفقه.
التنبيه في فروع الشافعية : و هو من تأليف صاحب المهذب، و هذا الكتاب أحد الكتب الخمسة المشهورة و المتداولة بين المتقدمين من الشافعية و هي: مختصر المزني، و المهذب، و التنبيه، والوسيط، و الوجيز.
و على التنبيه شروح و مختصرات تربى على المائة ، كما قال صاحب (كشف الظنون).
نهاية المطلب في دراية المذهب : لإمام الحرمين عبدالملك بن عبدالله الجويني (ت: 478 هـ)، و هو موسوعة في فقه الشافعي لم يصنف في المذهب مثله كما قال السبكي، و يتعرض الجويني في كتابه إلى آراء الفقهاء من المذاهب الأخرى، و لذا يعد كتاب نهاية المطلب من كتب (الفقه المقارن)، كما يعد من (أمهات) كتب المذهب الشافعي.
البسيط في فروع الفقه : لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت: 505 هـ) و هو كالمختصر لنهاية المطلب لشيخه إمام الحرمين.
الوسيط في فروه المذهب : لغزالي، و هو مختصر من البسيط، و قد عمد فيه أبو حامد إلى حذف الأقوال الضعيفة، و التفريعات الشاذة.
الوجيز في فقه الإمام الشافعي : للغزالي أيضا، و هو مأخوذ من البسيط و الوسيط مع بعض الزيادات، و من ثم ألف كتاب آخر سماه (الخلاصة). و فيه قال الشاعر:
هذب المهذب حبر أحسن الله خلاصه
ببسيط و وسيط و وجيز و خلاصه
المحرر : لأبي القاسم عبدالكريم بن محمد الرافعي (ت: 623 هـ) و هو عمدة في تحقيق المذهب، و هو مقتبس من كتاب الوجيز للغزالي، و قد اشتغل به العلماء شرحا واختصارا و تدريسا، و من شروحه كتاب "كشف الدرر في شرح المحرر" لشهاب الدين أحمد بن يوسف السندي الحصكفي (ت: 895 هـ).
فتح العزيز : في شرح الوجيز لصاحب المحرر، و قد شرح فيه الرافعي كتاب (الوجيز) للإمام الغزالي، و وضح فقه المسائل كما كشف عما انغلق من الألفاظ و دق من المعاني.
للإمام أبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي (ت: 676 هـ) عدة مؤلفات في المذهب لها أهميتها و قيمتها، و إن جاءت اختصارا أو شرحا لكتب أخرى، و لكن للنووي مع هذا إضافاته و تحقيقاته العلمية النفيسة، و من هذه المؤلفات: الروضة في الفروع، و قد اختصره النووي من كتاب (فتح العزيز) للرافعي، و كتاب منهاج الطالبين للنووي، و هو اختصار لكتاب (المحرر) الذي ألفه الرافعي.
و على منهاج الطالبين عدة شروح منها: تحفة المحتاج لشرح المنهاج لابن حجر الهيثمي (ت: 974 هـ)، و كتاب (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) للشربيني الخطيب (ت: 977 هـ)، و نهاية المحتاج شرح المنهاج لابن حمزة الرملي (ت: 1004 هـ).

و من المتون المعتبرة في المذهب الشافعي:
"متن الغاية و التقريب" المشهور ب(متن أبي شجاع): لأحمد بن الحسين بن أحمد أبي شجاع شهاب الدين أبي الطيب الأصفهاني (ت: 593 هـ) فهذا المتن من خير كتب المذهب شكلا و مضمونا، فهو على صغر حجمه قد اشتمل على جميع أبواب الفقه و معظم أحكامه و مسائله في العبادات و المعاملات و غيرها، مع سهولة العبارة، و جمال اللفظ و حسن التركيب، إلى جانب ما امتاز به من تقسيمات موضوعية تسهل على المتفقه في دين الله إدراكه واستحضاره.و لما امتاز به هذا المتن أقبل عليه طلاب العلم و العلماء قديما و حديثا بالحفظ و الدرس و الشرح، و من العلماء الذين شرحوا متن "الغاية و التقريب" الشربيني الخطيب صاحب (مغني المحتاج)، في كتابه "الإقلاع في حل ألفاظ أبي شجاع"، و تقي الدين الحسيني الدمشقي في كتابه "كفاية الأخيار" و أبو الفضل ولي الدين البصير في كتابه "النهاية".

مصطلحات الشافعية
الأظهر: أي من قولين أو أقوال للإمام الشافعي، قوي الخلاف فيهما أو فيها و مقابله (ظاهر) لقوة مدرك كل.
المشهور: أي من قولين: أو أقوال للشافعي لم يقو الخلاف فيهما أو فيها و مقابله (غريب) لضعف مدركه.
الأصح: أي من وجهين أو أوجه، و لكن لم يقو الخلاف بين الأصحاب و مقابله ضعيف؛ لفساد مدركه.
المذهب: مدلوله أن المفتى به هو ما عبر عنه بالمذهب.
النص: أي نص الشافعي. و مقابله وجه ضعيف أو مخرج.
الجديد: هو ما قاله الشافعي في مصر تصنيفا أو إفتاء.
الشيخان: هما الرافعي و النووي.
****المذهب الحنبلى****
إمام هذا المذهب، هو الإمام أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، و لد في بغداد سنة (164 هـ)، و نشأ فيها و بعد أن حفظ كتاب الله أقبل على السنة يستظهرها و يرويها عن الأعلام في عصره كسفيان بن عيينه و الشافعي، حتى صار إمام المحدثين في عصره.
و قد تفقه على الشافعي حين جاء إلى بغداد، ثم أصبح مجتهدا مستقلا و برز على أقرانه بحفظ السنة النبوية، واشتهر بالذب عنها و جمعها و كتابه المسند الذي حوى أكثر من أربعين ألف حديث خير شاهد على ذلك.
وامتحن ابن حنبل في زمن المأمون و المعتصم و الواثق بالضرب ليقول بخلق القرآن) فما وهن ولا استكان، و أصر على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، بل هو قديم.
و في عصر المتوكل أطلق من حبسه، و أكرمه الخليفة و عظم موقفه و أثنى على صبره واحتسابه، توفي سنة (241 هـ).

أصول المذهب الحنبلي
أورد ابن القيم في إعلام الموقعين أصول مذهب الإمام أحمد فقال: و كانت فتاويه (أي ابن حنبل) على خمسة وصول: أحدها: النصوص فإذا وجد النص أفتى بموجبه، و لم يلتفت إلى ما خالفه و لا من خالفه كائنا من كان. و الثاني: ما أفتى به الصحابة فإنه إذا وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم لم يعدها إلى غيرها و لم يقل إن ذلك إجماع. و الأصل الثالث: أنه إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب و السنة، و لم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له مواقفه أحد الأقوال حكى الخلاف فيها و لم يجزم بقول.
و الأصل الرابع: الأخذ بالمرسل و الحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه و هو الذي رجحه على القياس، و ليس المراد بالضعيف عنده الباطل و لا المنكر و لا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه في العمل به بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، و قسم من أقسام الحسن.
ثم يقول ابن القيم: فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص و لا قول لصحابة أو واحد منهم، و لا أثر مرسل أو ضعيف عدل إلى الأصل الخامس و هو القياس فاستعمله للضرورة.
واستطرد ابن القيم بعد الحديث عن أصول الإمام أحمد فقال: فهذه الأصول الخمسة من أصول فتاويه و عليها مدارها، و قد يتوقف في الفتوى؛ لتعارض الأدلة عنده، أو لاختلاف الصحابة فيها، أو لعدم اطلاعه فيها على أثر أو قول أحد من الصحابة و التابعين.
و كان شديد الكراهة و المنع للإفتاء بمسألة ليس فيها أثر عن السلف كما قال لأصحابه: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
و يبدوا مما ذكره ابن القيم أن مصادر اجتهاد الإمام أحمد يقوم على النصوص من كتاب و سنة و آثار عن الصحابة، و هو لا يستعمل القياس إلا عند الضرورة كما يبدوا كذلك فيما ذكره مدى اهتمام ابن حنبل بالسنة، و توسعه في الأخذ بها و لا غرو فهو من كبار المحدثين الذين تبحروا في دراسة السنة و جمعها.
و من أجل هذا مال بعض العلماء إلى عد ابن حنبل من المحدثين لا من الفقهاء، فابن قتيبة في كتابه (المعارف) لم يذكره بين الفقهاء، وابن عبدالبر في كتابه الانتقاء اقتصر على ابن حنيفة و مالك و الشافعي، و من قبل ابن عبدالبر اقتصر الطبري في كتابه اختلاف الفقهاء على هؤلاء، و فعل هذا أيضا ابن رشد في كتابه (بداية المجتهد و نهاية المقتصد).
و لكن ابن حنبل و إن كان محدثا كبيرا فلا يعني هذا أن يكون بعيدا عن الفقه و مجالاته، فهو فقيه مجتهد، و إن لم يضع كتابا في الفقه.
و إذا كان قد تردد في كتب الحنابلة أن الإجماع و المصالح المرسلة و سد الذرائع و الاستحسان و الاستصحاب أصول في المذهب الحنبلي، فإن هناك من يرى أن ابن القيم و إن لم يذكر هذه الأصول عند ابن حنبل يمكن إدخالها كلها في باب القياس، إذا فسر بمعنى واسع يشمل كل وجوه الاستنباط من غير النصوص. بيد أن عد هذه الأصول التي قال بها الحنابلة بعد إمامهم أصولا لدى ابن حنبل نفسه و دخولها في باب القياس غير مسلم؛ لأن هذا الإمام لا يقول بالقياس إلا عند الضرورة، و يكره الفتوى في مسألة ليس فيها أثر، فالقياس لديه إذن ليس ميدانا واسعا يشمل كل وجوه الاستنباط من غير النصوص، و هو لا يلجأ إليه إلا عند الضرورة مع كراهة الاعتماد عليه و الأخذ به في هذه الحالة.
لقد كان ابن حنبل محدثا فقيها، يقوم فقهه على النصوص دون الرأي إلا قليلا أو نادرا، و لا يضيره ألا يكون قد قال بما قال به أتباعه من بعده.

تلاميذ ابن حنبل
تفقه على الإمام أحمد كثير من التلاميذ، و قام هؤلاء التلاميذ بتدريس فقه غمامهم، و الإجتهاد و التأليف فيه، و من أشهر هؤلاء التلاميذ و تلاميذهم:

إسحاق التيمي : هو أبويعقوب الكوسج المروزي، ولد في مرو، و أخذ عن فقهاء العراق و الشام و الحجاز، ثم جاء إلى بغداد فتفقه بالإمام أحمد وابن راهويه.
وثقه الإم مسلم و النسائي، و روى عنه خلق كثير، و جاء أنه هو الذي دون عن ابن حنبل وابن راهويه المسائل في الفقه، توفي سنة (251 هـ)

الأثرم : هو أبوبكر أحمد بن محمد بن هانئ الخرساني البغدادي. روى عن الإمام أحمد مسائل كثيرة، ثم رتبها و بوب لها، و عرضها على هذا الإمام فأقره على صحتها.
له بعض المؤلفات، منها كتاب في العلل، والتاريخ، و الناسخ و المنسوخ، و السنن في الفقه على مذهب الإمام أحمد، توفي سنة (273 هـ).

الخرقي : هو أبو القاسم عمر بن الحسين، تلقى عن ولدي الإمام أحمد (صالح و عبدالله) و عن غيرهما ... و كان عالما بارعا في المذهب.اشتهر الخرقي بكتابه (المختصر) الذي بلغت مسائله (2300) مسألة و شرحه ابن قدامة في موسوعته (ألمغني) و هو أكبر و أضخم كتاب في الفقه الحنبلي و الفقه المقارن، و يعتبر من أهم المراجع لكل متصل بالفقه الإسلامي.توفي بدمشق مهاجرا من بغداد سنة (334 هـ)

الخلال : هو أبوبكر أحمد بن محمد هارون، أخذ الفقه عن أصحاب أحمد، و طوف في البلاد ليجمع فقه إمام المذهب، فتيسرت له منه مجموعة كبيرة لم تتيسر لغيره، و صنف في الفقه والسنة و الأدب، توفي سنة (311 هـ).

مواطن انتشار المذهب الحنبلي
لم يقرر لمذهب الإمام أحمد أن ينتشر في بغداد انتشارا واسعا، حيث نشأ الإمام و دَرَسَ و درس –بتشديد الراء-، و روى و حمل –بتشديد الميم- الحديث، فقد كان أتباعه فيها قلة، بسب مزاحمة المذهب الحنفي الذي تبناه العباسيون في القضاء و الإفتاء. ويضاف على ذلك أن بغداد كانت أيام ظهور ابن حنبل ملتقى المذاهب و معترك الاتجاهات الفقهية، و الصراعات الفكرية، فلم يستطع المذهب الحنبلي أن يفرض نفسه في بغداد وسط تلك المذاهب و الاتجاهات المتنافسة. وقد انتقل المذهب من العراق إلى الشام و مصر، و كثر أتباع المذهب في عهد الفاطميين و الأيوبيين و بخاصة في بلاد الشام.
و كان لما قام به الإمامان ابن تيمية و ابن القيم من جهد علمي رائع أثر كبير في إحياء المذهب الحنبلي الذي كاد أن يندثر، و جاء الإمام محمد بن عبد الوهاب فكانت دعوته إحياء آخر لهذا المذهب فعم الجزيرة العربية تقريبا إلا أطرافا منها. و مازال حتى الآن المذهب الأول في الجزيرة بوجه عام، و له أتباع في جنوب العراق و سورية كما أن له أتباعا في مصر.
و مع هذا يظل المذهب الحنبلي أقل أتباعا في الماضي و الحاضر بالنسبة للمذاهب الثلاثة، الحنفي و المالكي و الشافعي، و قد لفتت هذه الظاهرة نظر بعض الباحثين قديما كابن خلدون فعلل لها بخلو المذهب من نزعة الاجتهاد الفقهي، و هو تعليل غير مسلم، فكتب المذهب المعتبرة لا تختلف عن كتب المذاهب الأخرى من حيث كثرة الاجتهادات و الأخذ بوسائل الاستنباط العقلية.
و يرى بعض المحدثين أن السبب في قلة أتباع المذهب الحنبلي مرده إلى بعد إمام المذهب عن السلطان، و عدم تولي أتباعه القضاء، و تمسكهم بظواهر النصوص.
ولعل تأخر المذهب الحنبلي في الظهور عن مذاهب أهل السنة الثلاثة المشهورة كان من وراء قلة أتباع هذا المذهب؛ لأن تلك المذاهب كانت قد انتشرت و قلدها الناس، و شغلوا بها عن تقليد غيرها.

كتب المذهب الحنبلي
من المعروف أن الإمام أحمد كتب "المسند" و هو من أجمع كتب السنة، و ليس له في فقه المذهب مؤلفات، و إنما كتب تلاميذه و أنصاره في هذا الفقه، و فيما يلي عرض موجز لأهم هذه المؤلفات:
مختصر الخرقي : لأبي القاسم عمر بن الحسين عبدالله بن أحمد الخرقي و هذا المختصر أول كتاب في فقه الإمام أحمد، و لهذا نال من العلماء اهتماما و عناية فكتبت عليه عدة شروح، منها شرح للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي (ت: 458 هـ)، و أشهر هذه الشروح و أهمها "المغني" لابن قدامة، فهو موسوعة في الفقه الحنبلي و الفقه المقارن.
التذكرة : لأبي الوفاء علي بن عقيل البغدادي (ت: 513 هـ) و هي متن وسط، بيد أن ابن عقيل كان يورد في بعض الأحيان الأدلة.
الهداية : لأبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني (ت: 516 هـ)، و هي مختصر، ذكر فيه أبوالخطاب جملا من أصول المذهب، و عيونا من مسائله، ليكون هداية للمبتدئين، و تذكرة للمنتهين.
المستوعب : لمحمد بن عبدالله بن محمد بن إدريس السامري –بتشديد الياء- (ت: 610 هـ)، و قد جمع فيه ابن إدريس بين عدة مختصرات، منها المختصرات الثلاثة التي عرفنا بها آنفا، و قد تحوي في جمعه أصح ما قدر عليه من هذه المختصرات، ثم زاد على ما ذكر مسائل و روايات لم تذكر فيما نقل منه، و قد أخذ من بعض كتب أصحابه في المذهب.
ولموفق الدين عبدالله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المتوفى سنة (620 هـ)، ثلاثة كتب في الفقه الحنبلي تتفاوت من حيث الإيجاز و الإطناب، فمنها المختصر، و هو كتاب "العمدة"، و هو متن مبارك ذكر فيه من المسائل ما ترجح عنده في المذهب، و "المقنع" و هو كتاب موجز، بيد أنه جامع لأكثر الأحكام دون تدليل أو تعليل، و "الكافي" –للسنة، و ليس للشيعة فللشيعة كافي آخر- و قد قال ابن قدامة في مقدمته: توسطت فيه بين الإطالة و الاختصار، و أومأت إلى أدلة مسائله مع الاقتصار و عزيت أحاديثه إلى كتب أئمة الأمصار، ليكون الكتاب كافيا في فنه عما سواه، مقنعا لقارئه بما حواه، وافيا بالغرض من غير تطويل، جامعا بين بيان الحكم و الدليل.
ولأهمية كتب ابن قدامة أقبل الناس عليها حفظا و تدريسا و شرحا، فالكافي يقبل عليه الطلاب و الدارسون لسهولة عبارته و جمعه للمسائل، و بيان الحكم مع الدليل، و المقنع تضافرت جهود العلماء المتأخرين عليه بالشرح و التدريس حتى أصبح أصلا لمتون المتأخرين من الحنابلة.
و من الذين شرحُوا "المقنع" عبدالرحمن بن الإمام أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت: 681 هـ) في كتابه "الشافي" و علاء الدين علي بن سليمان السعدي المرداوي (ت: 885 هـ) في كتابه "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف".
و لعلاء الدين هذا أيضا كتاب: "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" و هو تلخيص لكتاب "الإنصاف"، و يعد أول الكتب المعتمدة في المذهب لدى المتأخرين.
المحرر : لمجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي بن تيمية (ت: 652 هـ) و هو كتاب جاء حاويا لآكثر أصول المسائل، و خاليا من العلل و الدلائل، و قد اجتهد مؤلفه في إيجاز لفظه؛ ليتيسر على الطلاب حفظه.
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد خص في موسوعته الكبرى "الفتاوي" الفقه بخمسة عشر جزءا، جمعت آراء هذا الإمام الفقهية، و هذه الآراء و إن غلب عليها الاجتهاد، و الروح الاستقلالية في الاستنباط لا تخرج عن المنهج العام للمذهب الحنبلي، فهي من ثم من مصادره و أصوله المعتبرة.
و كذلك تعد مؤلفات ابن القيم و هو تلميذ ابن تيمية، و ترسم خطاه في الاجتهاد، و منها "زاد المعاد"، و الطرق الحكيمة، و إعلام الموقعين.
الفروع : لابن مفلح، و هو متن وسط، جرده مؤلفه عن الأدلة مع تقديم الراجح في المذهب و الإشارة أحيانا إلى مواطن الإختلاف بين المذهب الحنبلي، و المذاهب الثلاثة: الحنفي و المالكي و الشافعي.
و لعلاء الدين علي بن سليمان المرداوي (ت: 885 هـ) كتاب "تصحيح الفروع" وهو استدراك على كتاب الفروع في المسائل التي اعتبرها ابن مفلح هي المذهب، و كذلك المسائل التي أطلق فيها الخلاف، و المذهب فيها مشهور.
الإقناع : في فقه الإمام أحمد بن حنبل، لموسى بن أحمد بن سالم الحجاوي المقدسي (ت: 968 هـ).
و يعد "الإقناع" الكتاب الثاني المعتمد في المذهب عند متأخري الحنابلة، و هو كتاب مختصر أشبه ما يكون بالمتن، و لذا خلا من الدليل و التعليل مع الإكتفاء بقول واحد، و هو الراجح في المذهب.
و قد شرح هذا المختصر منصور بن يونس بن إدريس البهوتي (ت:1051 هـ) في كتابه "كشاف القناع على متن الإقناع".
11)- و أما تقي الدين محمد بن أحمد بن عبدالعزيز بن علي الفتحوي المشهور بابن النجار (ت: 972 هـ) فقد جمع في كتابه: "منتهى الإرادات" بين "المقنع" لابن قدامة، و "التنقيح" للمرداوي مع ضم بعض الشوارد و الفوائد، و لم يحذف من "المقنع و التنقيح" إلا المستغنى عنه أو المرجوح.
و "منتهى الإرادات" هو ثالث الكتب المعتمدة في المذهب عند المتأخرين، و للبهوتي صاحب "كشاف القناع" شرح على منتهى الإرادات.

مصطلحات الحنابلة
الشيخ: أو شيخ الإسلام يقصد به الإمام ابن تيمية عند المتأخرين.
الشيخ: قبل ابن تيمية يراد به عند المتأخرين موفق الدين ابن قدامة المقدسي (ت: 620 هـ) صاحب المغنب، و المقنع، و الكافي، و العمدة.
الشيخان: يقصد بهما موفق الدين صاحب المغني و مجد الدين أبو البركات صاحب المحرر في الفقه.
الشارح: يقصد به الشيخ شمس الدين المقدسي (ت: 682 هـ) صاحب الشرح الكبير.
القاضي: يراد به القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء (ت: 458 هـ).
أبوبكر: إذا أطلق يراد به المروذي (ت: 274 هـ) تلميذ الإمام أحمد.
عنه: أي عن الإمام أحمد.
نصا: معناه نسبته إلى الإمام.
الحمد لله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dar-alsalam66.ahlamountada.com
 
تتمة باقي المذاهب الاربعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات العلوم الشرعية :: قسـم الفقه وأصوله-
انتقل الى: